نعيش حياتنا بين الترقب و التوجس .. الأمل و الخوف .. الاقبال و الرهبة ..نعلو الي سماء التمني .. فنعقد الأحلام و نتخذ القرارات و نندفع الي المجهول .. و ما المجهول الا كل لحظة تلي الراهنة .. ثم تجذبنا مخاوفنا من الفقد و الفشل و الافراط .. فنسترح قسرا أو عمدا أو اختيارا .. كل خطوة في عمرنا تقع بين هذا الحدين .. ننفعل بالسرور اذا قاربنا الحد الأعلي و نهتاج بالغضب و الحزن اذا أوشكنا على ملامسة الحد الأدني .. و ننتظر في حياتنا الكثير .. منا أو من غيرنا .. ننتظر أن يرصف أحد طرقنا بالموافقة أو نقوم نحن بشق الطريق للبداية و نتحمل و نتحمل من أجل المواصلة الي أن تحين لحظة ملك الموت أو الشيخوخة المدمرة .. ننتظر الكثير من الكثير .. و ربما انتظرنا أمر حدوثه مستحيل و لكنا نظل نمني أنفسنا أنه حتما سيتحقق .. لكي يتسني لنا الهناء و الرغد .. ننتظر أن يحضر محمد حسني مبارك الي نهاية سواء بالوفاة أو بالتنحي أو حتي بالاغتيال لعل عهد أكثر سعة يظللنا من بعده .. ننتظر من أمين السياسات جمال مبارك أن يترأف بنا اذا ما حل علينا حاكما .. ننظر من أعضاء المجلسين المحروقين أن ينقلوا صوت الناس الي البرلمان لا الدفاع عن مصالحهم و الذود عن تجارتهم .. ننتظر من النائب العام أن يقف في صفنا أكثر من هذا و ألا يستجيب لأي تسييس .. ننتظر من أمن الدولة أن يتركونا لحالنا .. ننتظر من وزارة الداخلية معاملة أكثر حزما لأعضائها المختلين المجرمين .. ننتظر من الخارجية مواقف أكثر كرامة و عناية أكثر تأثير .. ننتظر من وزارة القوي العاملة تدخل أكثر فاعلية لكل متضرر يساء اليه في الخارج .. ننتظر من وزارة العدل أن يحققوا مبادئهم و أن ينصفوا أكثر و أن يشهلوا شوية .. ننتظر من وزارة الصناعة مشاريع أكثر اتساعا و أشمل انتاجا تدر علينا النفع .. و نناشد وزارة الزراعة بكلمة الكفاية و سد الاحتياج المحلي .. و ننظر من وزير الثقافة أن يرحل .. و ننتظر من وزير الاستثمار مراجعة نفسه 40 مليون مرة قبل أن يودي بـ40 مليون مواطن الي الهلاك .. ننظر من وزير المالية احكام ادارة الأزمة التي سيشيع تأثيرها المميت في 2009 .. و ننتظر من وزير التنمية أن يدرس مصرنا جيدا و يأخذ على عاتقه مسئولية النهضة .. و ننتظر من محافظ البنك المركزي أن يتخذ القرارات الصائبة تجاه الأزمة المالية .. و نرجو محافظ القاهرة أن يرحمنا من المرور الخانق و عشوائيات المرور بقه .. و ننتظر من محافظ حلوان أن يعيد محافظته الي مجدها القديم .. و ننظر من وزير التعليم أن أن يجتث نظامنا التعليمي الفاشل بجدارة و وضع نظام يستخدم الخلايا القابعة في الجمجمة البشرية .. ننتظر من وزير الصحة أن يتقي الله فينا فهو يتعامل مع بشر .. و ننتظر من وزير التعليم العالي أن يلتفت الي الأبحاث العلمية و النهضة الأكاديمية في مصر .. و ننتظر من وزير الاعلام أن يدرك أنه يتحكم في ضمير مصر .. و ننتظر من وزير البترول شفافية تامة في قضية الغاز الاسرائيلي .. و ننتظر من وزير الطيران المدني ألا تتوقف عند ثورة المطار الثالث .. و أنتظر شخصيا من وزارة الأوقاف أن تفتح المساجد ليل نهار .. و نتمني من شيخ الأزهر أن يقرأ الصحف انشالله الأهرام لكي يعرف صور حكومة اسرائيل .. و نتمني من وزارة الطاقة و الكهرباء أن تظل على رعايتها لمنشأتنا على الدوام و التوسع في وصل الطاقة الي كل بقعة في مصر .. و نمتني من وزارة الاتصالات أن تراعي أن الانترنت أصبح أمر حيوي لنا و أن انقطاع كابلات في البحر و على أثره تعطيل الشبكة في مصر أمر لا يليق بمنجز قطاع الاتصالات بمصر لا سيما أن رئيس الوزراء مهندس اتصالات .. و نسأل وزارة الاسكان ما رأيكم في الدويقة و باقي المساكن المنكوبة .. و نسأل وزارة التضامن الاجتماعي أين أنتم و الزمان ترللي .. و ننتمني من وزارة النقل أن تضع نصب عينيها مهمة ايصال مصر كلها ببعض بأيسر الطرق .. و نتتمني من رئيس الوزراء أن يشعرنا بنتيجة الأرقام المشرفة التي نحققها العام تلو العام على الورق .. و نتمني من الجيش أن يظل مرابطا على الحدود متربصا لأي صهيوني وسخ يحاول مجرد المحاولة أن يخلخل الأوضاع .. و نتمني من الدولة زيادة المساعدات الي أشقائنا الفلسطينيين فلقد شاهدت وصول السفينة القطرية و تغمدني حزن كبير رغم سعادتي بالمساعدات .. و نتمني من أوباما السعي الدائب الي لعب دور الدولة الرشيدة .. و نتمني أن يتغبر حكام الدول العربية قاطبة قبل أما أموت يا رب .. و أتمني من أعزائي المصريين ألا ينجرفوا الي الاشاعات و الانشغال و سفساف الأمور و أن يأتي اليوم - أي يوم - و نتظاهر سلميا في التحرير بالذات بمختلف الطوائف و الاتجاهات و الانتماءات لنتحد و نملي مطالبنا على حكامنا .. و أتمني من كل مسلم أن يكون رسولا في شخصه .. و أتمني من كل قبطي أن يتبع المسيح العظيم .. و نتمني من الله أن يرفع عنا الغلاء و الوباء و الشقاء
و كنت أتمني أن يغور بوش و حكومته في ستين داهية .. و لم يكن يخطر في بالي أن يجري ما جري .. اذ كنت نائما و ظبط الموبايل على ثلاثة الصبح و استيقظت و نظرت للموبايل .. و اذا بعشرة ميسد كولز .. و مسج تقول بوش انضرب بالجزمة .. الحق اني لم أفهم و لم أتصور حرفية المعني .. ظننت أن أحدهم نجح في قتل بوش .. فقمت و النوم مازال متعلق بعيني الي التلفزيون و هممت بالجزيرة و رأيت الاعادة كاملة .. الرئيس الأبله يبتسم و يقول شكرا بالعربية و اذا فجأة بالمنتظر يرفع نعليه و يقذف بواحدة الي وجه الرئيس الأمريكي - اللي هو أقوي رئيس لأقوي دولة - ولكن مرونة الرئيس تحميه منها .. و يصيب اللقاء الشلل لثانية أو يزيد .. أما منتظر فيشتم و يقذف بالاخر في دقة متناهية و لكن مجددا الرئيس بنحني الا أن الحذاء أصاب العلم الأمريكي .. سقطت على المقعد في صمت و تناحة مصرية أصيلة .. لم أضحك و لم أقهقه و لم أندهش و لكن عملت بداخي شماتة كبيرة .. لقد أهين الرئيس الأمريكي ثاني أكبر اهانة عربية .. نعلم جميعا أن أول اهانة صارخة في الثقافة العربية هو التبول على أحد أم ثانيهما فالجزمة .. لقد ضرب بوش بالجزمة .. راحة راحة راحة .. طبعا هذا الفعل لا ننتظر منه أن يرجع العراق الي ما قبل التفتت و لا أن يعيد صدام حسين الي الحياة و لا أن يرد للضحايا أرواحهم .. ولكنه رد فعل تلقائي عظييييييييم .. لقد كتبت في هذا اليوم عشرات ال اس ام اس و أرسلتها الي كل من أعرفهم في مصر .. و في الصباح نزلت الي المقهي و أمرتهم أن يغيروا قناة الرياضة المجيدة الي الجزيرة و حرصت أن يشاهد الجميع الوقعة و كلما قابلت شخص أكدت عليه ما حدث و ضرورة مشاهدتها انشالله على اليو تيوب .. الأمر عبقري .. حذاء في وجه بوش و علمه .. و انظروا اليه و يبتسم في بلاهة بعدها كأن أحدهم نزع بنطلونه و تبدي للعالم و كاميراته في البوكسر .. يااااااه .. أما آراء الصحافة فجاءت متباينة .. بالطبع قساوسة الدولة من الصحف الحكومية أدانوا الفعل و وصفوه بعدم المهنية .. و باقي الكتاب اعتبروها رد كرامة و أتفق تلريار في المية معهم .. فنحن كعرب فصيلتين .. دولة و شعب .. الدول كلها مذعنة خانعة .. أما الشعب فلقد عبر عن رأيه عبر حذاء منتظر .. المؤسف أن الشعب لا حيلة له في مستقبل منتظر المجهول .. فأتوقع أن يطلعوا تلاتة مياتين أمه هو و أسرته و مسقط رأسه و ربما العراق بأكمله .. ما يدعو للتفاءل -رغم أنباءشبه مؤكدة عن اصابته- أنه في حوذة القضاء .. لا الشرطة و لا الجيش و الا فانه كان سينتفخ .. و أنه معرض لاحدي التهمتين : الاساءة الي رئيس زائر أو الاساءة الي ضيف رئيس الوزراء .. و الأخيرة أرحم شوية .. و أخيرا سيتم التعامل معه و قضيته على أنها جنحة لا جناية مم سيخفف من العقوبة .. ردود الفعل الشعبية جاءت ببسالة منظر .. فالكل يؤيده و المصريون بدأوا التنكيت و نقابة الصحفيين تؤيده و السعوديين يعرضون شراء الحذاء بعشرات الملايين من الدولارات .. ننتظر من منتظر أن يعود الي قناته البغدادية و ننتظر من بوش .. على فكرة .. الابتلاء يأتي من الله لا من البشر .. و اقرأ قول الله تعالي "و اذ نجيناكم من آل فرعون يسومونكم سوء العذاب يذبحون أبنائكم و يستحيون نسائكم و في ذلكم بلاء من ربكم عظيم" الآية 49 من سورة البقرة توضح أن البلاء يهبط على البشر من سوء أعمالهم .. فننظر أن نصلح من أنفسنا ليخفف عنا الله
*
اللهم من علينا بتوبة
و تقبلها