news general topic

Friday, February 22, 2008

عن الدين


تبدأ حكاية الانسان

أكيد

من مولده

حين يلفظ الي الحياة

*

هناك أشياء يتقبلها الانسان

قد تشوبها تساؤلات

و لكنه في البداية و النهاية

يجعل منها الجعبة

التي ستلازمه طيلة عمره

ليشحن فيها خبراته

و يدخر فيها حسناته

و يخفي فيها مساوئه

*

الجعبة تتكون من

مثلا

الاستجابة للاسم عند النداء

الاطمئنان الخاص المحيط بالوالدين

اختفاء الأحبة و غيرهم عند الموت

بروز الضمير بين الحين و الآخر لتشكيل الطريق

*

لماذا الدين؟

*

لماذا أعلن البعض صلتهم بالسماء

و تلفعوا بالروحانية

و عرضوا على الناس منشوراتهم

و قالوا : صحف مقدسة

*

لماذا يكبل المرء من نفسه

لماذا يفرط في اختلاسات لذيذة

لماذا يسن المرء على نفسه ضوابط و معايير

لماذا يلبس المرء نفسه ثوب الهم من اغضاب أحدهم

لماذا يزج المرء بنفسه في وادي من المعتقدات

*

في أزمان عادية

و ظروف أفضل

كان من الممكن شرح الدين

على أنه الفرس الرابح بأي سباق

فكان الكلام يسير هكذا : مثلا

لو كنت ذو دين

لانتصرت بلا كثرة عتاد

و لسبقت من حولك في العلوم

و لانصرفت -لو كنت شاب- عن الرذيلة

و لهرعت -لو كنت بالغا- الي العبادات تنهل منها

و لخاف منك من ليس على دينك

*

و لكن

الزمن لم يعد كما كان

دخلت الفتن

و جلست الفتن

و استقرت الفتن

و استساغها الكثير

فأخذت تنمو و تتسع

*

الآن

دينك لا يقيك الحروب

دينك له هوية و العلوم له هوية أخري

دينك لم يعد يجذبك عن الرذيلة

دينك ليس بالضروري شغلك الشاغل

دينك لك وحدك .. بات الناس أحرار في اختراع و اعتناق الاديان

او الايمان بدين موجود .. مع تطبيق يلاءم المزاج

*

و مع ذلك

يظل الدين

مطلب روحي

طالما الروح في الجسد

و طالما الضمير له وجود

*

المتأمل للصراعت حول الدنيا عن الدين

يري بعين اليقين

أن نظريا

و نظريا فحسب

يمكنك اسقاط أي دين

بتحضير و جهد معين

و ذهن حاضر

يمكنك ان ترسل أي دين

نظريا

الي سلة المهملات

*

الخط الوحيد

الذي لم يستطع أحد تخطيه

و هو البرهان الخالد

لكل ساعي في رحلة دينه

هو الموت

*

لو حملت الديانات كلها في حقيبة واحدة

و طفت على كل ما يهمك

لتسأل أي دين يفي بالغرض

ستتلقي -حتما- اجابات

قد تسرك و توجهك الي فريق بعينه

و قد تخيبك فتنفرك من طريق بعينه

*

هناك سؤال واحد

لا اجابة عليه

مهما بلغت علوم الدنيا

و روحانيات الناس كااااااااااااافة

*

المقاييس الأخري لاثبات صحة دين

في الواقع

لا تبني دليلا

مثلا

المعجزات

لم تعد منوطة بدين واحد

بل

في كل دين .. هناك فرد أو جماعة شاهدوا أمر غير معتاد

جعلهم يتمسكون بدينهم

في كل دين

هناك هذا الفرد

أو هذه الجماعة

و أمثلة أخري كثيرة

هدمت مصداقيتها لتحديد الدين المناسب

كالتيسير في الأمر

و التوفيق في العمل

*

السؤال الذي لن يجيب عليه أحد

هو

ماذا يحدث بعد الموت

*

العاقل

يعلم أن من ولد

مثلا

1808

عاش آآآآآآآخره .. الي

1908

الآن .. و نحن في هذه اللحظة

2008

نعلم أنه عاش مائة عام

فقط

و مر على موته

مائة عام

و لكن ليس فقط

بل بعد مائة عام أخري

سيكون مر على موته مائتي عام

و يستمر العد

*

اذا العاقل

يعلم أن الزمن المستغرق للحياة محدود

و لكن الزمن بعد الموت ليس محدود

*

ما بعد الموت

هو الجواد

الذي يضع الباحث عن الدين رهانه عليه

*

لتختار دينك

أو لتجدد دينك

أو لتزداد ايمانا بدينك

انظر ما تقول نصوصك عن ما بعد الموت

*

بالتفكير في الموت

يولد الاحساس بالنهاية

مما يثمن الحاضر

وتولد شكوي

تدفع الي التساؤل عن غرض الرحيل

يستنتج المرء وجوب وجود ثمة سيستم

ليحافظ على هذا النظام

الذي يبدو عليه مولعاً بالابادة

و لكن مع التفكير العميق

تولد الرغبة

في الدين

*

يتبع الأسبوع القادم

*

اللهم لا تجعل الدنيا أكبر همنا

و ارزقنا قلوب ميالة لدينك

Popular Posts

adf.ly

trafficrevenue

amung.us