و أسفاه! ان الشباب المسيحيين الذين هم أبرز الناس مواهب، ليسوا على علم بأي أدب ولا أية لغة غير العربية، فهم يقرئون كتب العرب و يدرسونها بلهفة و شغف، و هم يجمعون منها مكتبات كاملة تكلفهم نفقات باهظة. و انهم ليترنمون في كل مكان بمدح تراث العرب. وانك لتراهم من الناحية الأخري يحتجون في زراية اذا ذكرت الكتب المسيحية بأن تلك المؤلفات غير جديرة بالتفاتهم! فواحر قلباه! لقد نسي المسيحيون لغتهم، و لا يكاد يوجد منهم واحد في الألف قادر على انشاء رسالة بلاتينية مستقيمة! و لكن اذا استدعي الأمر كتابة بالعربية فكم منهم من يستطيع أن يعبر عن نفسه في تلك اللغة بأعظم ما يكون الرشاقة، بل قد يقرضون من الشعر ما يفوق في صحة نظمه شعر العرب أنفسهم
*
فون جرونيباوم