لا حول و لا قوة الا بالله .. تدوينتين متتابعتين .. لكارثتين كبيرتين .. ما باليد حيلة
*
سقوط صخور من المقطم بمثل هذا الحجم الضخم و هذا التأثير المؤسف لهو قمة الاستهتار و الاهمال مجتمعين .. التحذيرات من الشقوق بدأت منذ عام 1999 ! أي قبل لحظة الانهيار بنحو ثمان سنوات .. و الحقيقة اللوم لا ينصب فحسب على الحكومة و الأجهزة المعنية بمصر الجييولوجية .. و لكن على آل المنطقة أيضا .. انهم كانوا يرون الشروخ تتسع و تتحرك و تلتهم من الصخر جزء متجدد .. و مع ذلك لم يهبوا مستغيثين .. لم ينفروا من الارتخاء و التسليم و الاتكال على حكومة ذات ادارة مغيبة لا يعنيها أمر الفقراء و المعوزين .. قيل ان هناك من التزم ببيته و منطقته و لم يرضي بالرحيل .. رغم أن الشقوق تخرم حبات عينيه .. هو مخطئ .. لأن الرهان على العند أصعب من الرهان على الثورة .. الاستمساك جعل القضية منسية .. نعم منسية .. من يتذكر أن الأمر أثير أكثر من مرة .. ليس فحسب في 1999 بل في أعوام مقبلة أيضا .. 2002 مثلا .. أحسن تقدير أنها تمتعت بسخونة وقتية .. ثم رحل الموضوع برمته .. أما الثورة .. فهي ما تنفع مع حكومة تقنع بارضاء الأثرياء دون المحتاجين .. راجع مواقف كل منطقة هاجت على الشوارع و طافت على المناطق المجاورة في ارهاب .. ألم يفوزوا في النهاية بما أرادوا .. ككفر الشيخ عند أزمة المياه .. و مناطق شعبية أخري متفرقة عانت من أزمة خبز لا تطاق
*
على أن الخطأ و اللوم لا ينفرد به الناس .. انما نوجه أنفسنا لعيوبنا لأننا لا ضابط لنا من حكومة أو ادارة .. أما السلاطين المتوجون على رقبة مصر فحسبي الله و نعم الوكيل .. المقطم يسقط .. كده هو؟ .. هو المقطم ده متخفي .. و لا مستخبي و لا مش باين و لا مانفهمش فيه .. اسم الله علينا كليات الهندسة بتخرج آلاف الناس و كليات العلوم بتخرج أدهم .. ألم نستطيع و نحن بناة الأهرام و حماة المنطقة و المفاوضين المتوسطين بين الفصائل الفلسطينية أن نشعر بثمة خطأ في هذه الهضبة العتيدة .. فنقوم ببضع خطوات للوقاية و المراقبة .. أم أننا فوجئنا و ذهلنا ثم نتشدق على الفضائيات باستعداد مستشفيات مصر لاتسقبال الطوارئ .. و نمتلأ بالعزة لأن الرئيس الجميل حسني مبارك أمر بحسم الموقف و اعطاء أهالي الدويقة وحدات سكنية و هو يتابع الأمر بنفسه .. و رمضان كريم .. ان حكومة مصرية تسقط في عهدها قطع من المقطم نخشي اذا أن نستيقظ فنجد أن النيل جف أو الهرم سرق أو أن حريقا هائلة شب في الأقصر .. ثم نفخر بأن مصر تتحرك عند الشدة
*
أهالي الدويقة محل جدال هم الآخرون .. أهالي الدويقة تشيع عنهم أشياء لا تسر .. كبلطجتهم العارمة عند حماية أحد قاطنيها .. و نخص بالذكر سواقي الميكروباصات .. و أن أخلاقهم متدنية و الفاحشة عندهم منتشرة و بشدة .. و قيل أنهم كانوا في أوائل رمضان مفطرون لا يلوون على شهر مقدس .. ولذلك كانت المنطقة الوحيدة صاحبة انفجار انبوبة بوتوجاز في صباح رمضان .. لا أعلم مصداقية هذا الكلام .. و لكن المصريين عامة ليسوا ملائكة .. كل من نقل الوقائع رسخ في شعور بأن أهل الدويقة ملائكة أطهار منزهين عن الخطأ مظلومون و لم يظلموا من قبل قط .. ولا هم ملائكة و لا هم شياطين .. فيهم تاجري المخدرات و فيهم المدرس الكادح .. فيهم و فيهم .. انما ما المفترض ان نستخلصه من صحة ما يقال اذا كان صحيحا؟ أنه اذا كان سقوط الصخور على أدمغة أهل الدويقة الذين افترضنا أنهم ملاعين و هم يقترفوا كل هذا لأنهم عصاة و الله يعاقبهم و هم ما فعلوا ما يفعلون الا لفقر مدقع و غفلة من الحكومة .. فأحري بالحكومة و أهلها المنعمين أن يفيقوا و الا سقط عليهم من الجحيم كسفا
*
الحكومة و المصداقية .. صراع كصراع بين الخير و الشر .. الحكومة تعلن أن اليوم الأول 31 قتيل ثم تصل الي حاجة و خمسين .. مصدر في الموقع يعمل على الصخور يقول أن العدد منذ أول يوم جاوز ال400 قتيل .. يقال أن الصخور صغيرة و الحياة حلوة .. الصخور 120 متر طول .. يقال أن القوات المسلحة لعبت دور مشرف في انقاذ الضحايا .. المقاولون العرب هم وحدهم المتكلفون عناء الجهد
*
المصريين أهمه .. الحقيقة المصريين يشرفون في أي وقت .. أول يوم عدد النازحون الي المخيم بالفسطاط حوالي 40 .. امبارح بعد اعلان منح الشقق لمتضررين .. أصبح العدد 400 .. لسنا ملائكة .. هناك من يحتاج لشقق .. و الحكومة مجوعاهم .. الخيم القائمة بالفسطاط منظرها مهيب .. طويلة .. حوالي خمسة أمتار في الطول .. ان مصر تعج ببيوت بالطوب الأحمر و صروح من الأسمنت أما الخيم القماش فهذا ما يهز المرء .. و بالطبع الحكومة تمسي عليهم بست عربيات أمن مركزي رابضة أمام أبواب الفسطاط .. و الجيش و الشرطة يحرسان المخيم .. و بالطبع تنشب مشاداة كلامية بين الاثنين بين الحين و الآخر .. لسنا ملائكة
*
و أخيرا .. صليت الجمعة عمدا في الجامع الكائن داخل الفسطاط لأستمع الي الخطبة .. و توقعت الأمل يولد أمامي في خطبة حماسية ملتهبة تشتم هذا و تسب ذاك .. ثم توقعت أن تكون خطبة عزائية تذكر خصائل الشهداء و مآثرهم .. ثم توقعت أن تدور حول البلد في استتار و خفاء .. و توقعت كذا سيناريو .. و لكن الذي حدث .. هو خطبة في خمسة عشر دقيقة عن غزوة بدر و ذكر قصة لصحابي شار على النبي صلي الله عليه و سلم .. و دعاء هفتان هايف و صلاة سريعة
*
اللهم لا تؤاخذنا بما يفعل السفهاء منا بنا