شعبان هو الشهر الثامن هجريا .. وهو شهر ينطوي على أفضال كثيرة و مميز في الدين .. و يليه أعظم الشهور
هناك قصة في شهر شعبان في السيرة النبوية تؤثر في جدا .. قصة تحمل معاني كثيرة .. و فيها دروس جميلة .. و أفضل ما أحبه فيها هو مبدأ التحول .. لا بأس من التحول في أي وقت .. طالما للأفضل .. و لنا في السيرة قصة جليلة عن التحول و كيف استقبل هذا التحول
*
كانت قبلة المسلمين في الصلاة في بداية الوحي المسجد الأقصي .. و كان أمر اذا جاز الوصف غير محبب للنبي .. فقد كان النبي يحب مكة .. و ود لو كانت الكعبة هي القبلة .. و شكي لجبريل و حدثه عن رغبته تلك .. و ظلت القبلة حوالي ستة عشر شهرا موجهة لبيت المقدس بعد الهجرة للمدينة .. ستة عشر شهرا .. يعني أكثر من سنة بحبة .. و الوحي المحمدي مازال وليدا و الكفار مازالوا في حالة رفض شديدة و الدولة الاسلامية في مرحلة النواة .. و كل حرف يتفوه به الرسول المزعوم يؤخذ على محمل النقد الشديد و تصرفاته تحت المجهر الظالم .. و أساس الديانة الجديدة الصلاة و أساس الصلاة قبلتها .. و لكل رأي في القبلة .. و الاختلاف شديد .. و الفتن عاصفة .. و في خضم كل ذلك كان محممد صلي الله عليه و سلم يتمني أن يأتي الزمن الذي تكون فيه القبلة للكعبة .. و جبر الله بخاطره و حولها في شعبان
"قد نري تقلب وجهك في السماء "
"فلنولينك قبلة ترضاها"
تحكي سورة البقرة الحكاية بحنان .. كيف استجاب الرب لرغبة حبيبه .. و تحولت القبلة بأمر الهي
"فلنولينك شطر المسجد الحرام"
" و أينما كنتم فولوا وجوهكم شطره"
و هاج الناس .. كانوا على قول المؤرخين ثلاثة صنوف .. العرب المشركين و سفهاء اليهود و المنافقون الذين أسلموا بالظاهر فقط .. أما العرب المشركون فقالوا أنه توجه الي قبلتهم و يكاد يتحول الي ديانتهم الوثنية .. و أما سفهاء اليهود فاتهموه أنه ترك قبلة الأنبياء من قبله .. أما المنافقون فقالوا أنه اذا كانت قبلته الأولي حق فقد تركها و ان كانت الثانية هي الحق فقد كان على الباطل .. و شاع جو من الاعتراض و عدم التسليم .. و قال الله
"و ما جعلنا القبلة التي كنت عليها الا لنعلم من يتبع الرسول ممن ينقلب على عقبيه"
و انتشر على الألسن كلام كثير من قبيل : ما بال محمد يحولنا مرة الي ههنا و مرة الي ههنا
و أما الصادقين المتبعين بحق الحريصين على كلام الرسول و وحيه فلقد خافوا على عبادتهم السابقة ألا تكون مقبولة و كان هناك أيضا أفراد دخلوا في رحاب الاسلام و ماتوا قبل تحويل القبلة .. فخشوا ألا يكونوا قد قبلوا عند الله .. فرد الله الرؤوف الرحيم
"و ما كان الله ليضيع ايمانكم ان الله بالناس لرؤوف رحيم"
و أمام صلف المعترضين و هجومهم المحبط قال الله
"فلا تخشوهم و اخشوني و لأتم نعمتي عليكم و لعلكم تهتدون"
ان التحويل صدمة قوية فاجأت المؤمن قبل المنافق .. المسلم قبل الكافر .. و لكن الاختبار ينقي الناس و يفرزهم و يكشف المعادن و يبرز الحقائق .. و الله يتكفل بهداية من يريد .. اللهم اجعلنا منهم
"قل لله المشرق و المغرب يهدي من يشاء الي صراط مستقيم"
و بذلك اتسقت رسالة محمد مع أبيه الكبير ابراهيم عليه السلام و توحدت مع مركز الكون .. الكعبة المشرفة .. التي و ان لم يكن حولها طائف من البشر .. فتري الطيور تحلق حولها .. و انه لأول بيت وضع للعبادة في الأرض و يقال أن كل الأنبياء قاموا بالحج الي مكة على الأقل مرة في حياتهم .. كانت بركة شعبان .. و كان تحدي التحويل .. و كان النبي و رغبته المستجابة
لا بأس أبدا .. من أي انسان .. أن يقرر التحويل .. رغبة .. يدعو الله .. كما فعل النبي محمد صلي الله عليه و سلم .. فالله يغير ناموسه له .. كما بدل القبلة للمسلمين بناء على دعوة النبي و صدقه في الطلب .. التحويل محمود .. و المواجهات الرافضة لها مكانها .. و التأييدات المثبتة لها مكانها .. و بالدعاء يغير الله المكتوب في أم الكتاب .. هو الله .. وهو حر .. هو كتب .. هو شطب .. هو كتب حاجة تانية .. ما علي العبد الا التوسل لسيده
*
حاجة تانية بقه معلش
فاجأتني رغبة غريبة في فتح أول بوست في هذا البلوج مش عارف ليه .. و لما لقيته .. اندهشت
أهو
ياااااه .. انا بقالي ثلاث سنين بدون .. و الله ولا حاسس .. ثلاث سنوات بالظبط .. الهي يكرمك يا بلوجر
كنت خارج من تجربة نشر فاشلة محبطة .. و شئ داخلي قالي استثمر الفشل و اتوجه للكتابة الالكترونية .. و قد كان .. و كتبت كما يحلو لي .. أول قرار كان اني حنفض كومبليتلي للمجموعة القصصية اللي محدش رضي ينشرها و حبتدي أكتب حاجات تانية .. و رغم انه كان قرار تقيييييل مووووت .. لأني كنت متشبث بالقصص بتاعتي تشبث العيل اللي بيرضع بصدر أمه .. الا أنني واحدة واحدة قعدت أكتب .. و على فكرة الكتابة شئ مريح آخر خمستاشر حاجة .. و قلت انا حكتب مرة كل اسبوع .. و محصلش .. و قلت انا حكتب في السياسة .. و مكملتش .. و قلت انا حكتب نقد أدبي و عن الأدباء .. و مفيش نصيب .. و قلت طب حكتب قصص قصيرة جديدة .. و لكن الهامي كان كثيرا ما يستعصي عليا انا شخصيا .. حتي قلت لنفسي .. طب بص البلوج موجود و انا موجود .. شوف اللي نفسك تكتبه من غير ما تزنق نفسك و اكتبه .. و اذا بأسلوب جديد نثري قصير قائم على كلمات بسيطة قي السطر و احساس عميق يخرج مني بشكل لم أكن أتصور أبدا ان انا ممكن أميل لهذه النوعية من الكتابة .. و بعد كده جت السياسة و الأدب و القصص .. لأ و بقي عندي كام قارئ ابن حلال بيتابع .. و اتحط بلوجي عند ناس .. و بقيت استمتع بقراية التعليق و الرد عليه .. حتي أصبح الآن البلوج عادتي اليومية .. و سجلته على الموبايل لسهولة الدخول .. أنا الحمد لله استفدت .. حتي اني قررت اني استفيد من الكتب اللي بقراها بشكل جديد مختلف هو اني اثبت ما بين كل تدوينتين جملة حلوة أخبط فيها في أي كتاب بقراه .. و أعتز جدا اني حافظت على هذه العادة على قد ما اقدر و بلوجي مزين بقالوا و هي أجمل ما كتب لكل من قرأت .. كما أعتقد ان أسلوبي في القص تطور عن زمان .. اهتمامي بمواضيع معينة خلاني أخش أدور أكثر على النت لأستطيع الكتابة عنه .. كما أنني فخور بشدة بكل قارئ كريم عزيز ينفق من وقته و يمرر عينيه على كلماتي .. و أشعر بالسعادة الحقيقية عندما أري رأي فيما كتبت .. ده معناه ان اللي كتبه اتقرا كويس و طلعت منه مناقشة صغننة مفيدة .. و أفتتن بشدة لما حد يعجبه قصة انا كاتبها .. و فرحت كثيرا بهجوم أحد الناس على ما كتبت .. هي ذكري سعيدة .. و انا فعلا دلوقتي محتاج لشئ سعيد عملته يفرحني .. أنا بقالي ثلاث سنوات مدون مصري .. عندي كام قارئ أنا ممتن ليهم جدا .. و عندي كيبورد لونه فضي ممتع في الكتابة .. و عندي بلوج بلوني المفضل و بدماغي .. و فيه كلامي .. أحمدك يا رب
وشكر خاص جدا ممتزج بالامتنان الشديد لكل من عبر بهذا البلوج و قرأ فيه سطرا و كتب فيه حرفا
بجد جزاكم الله خيرا
:)
*
رزقنا الله و اياكم
راحة البال