لقد خرج فريق البرازيل من منافسات كأس العالم
*
لقد كانت صدمة .. لقد كان خبر سئ .. قضي على جدولي الجديد الذي خصص ثلاث ساعات لكل مباراة تلعبها البرازيل .. أنا لست من عشاق متابعة الدوري ولا كاس مصر .. أنا أي نعم زملكاوي .. انما لست مغرم بالمشاهدة الدقيقة و الاهتمام الزائد بكرة القدم بصفة عامة .. أما فريق البرازيل .. فله شأن آخر تماما معي
فريق البرازيل لا يلعب كرة قدم .. و لكنه يقدم عرضا راقصا من الفن الكروي العالي .. ربما كان هذا سر افتتاني بهذا الفريق .. الي درجة أن الزي الأصفر الغامق و الشورت الأزرق يضفي علي راحة نفسية غريبة .. و عندما أشجعهم و أنا أشاهد مباراة لهم أجدني متحمس متعصب أهتز على المقعد و أنفعل و أفقد تركيزي فيمن حولي كلما بدأت لهم هجمة و تفلت مني آهة احباط عندما تطير خارج الملعب و أصفق بيدي في قوة عندما يحرزوا هدفا .. و أستاء بشدة اذا أصيب أحدهم أو وقع و أسخط بشدة على لاعب الفريق الآخر الذي تسبب في وقوع اللاعب البرازيلي
فريق البرازيل كان يحمل أسماء ألمع و أشهر و أمهر اللاعبين على مستوي العالم .. أتابعهم منذ كأس العالم عام 1994 .. مرت أسماء كثيرة منذ هذا الوقت .. لا أنسي أبدا الماهر المنسي ريفالدو الذي لم يأخذ حقه من الشهرة كباقي أعضاء الفريق .. أذكر بيبيتو اللاعب القصير النحيف .. أذكر دينيلسون أكثر اللاعبين مهارة و أنانية .. أذكر الظاهرة رونالدو أول من بادر و حبب للعالم الدماغ القرعاء و لمساته التي تأتي بعد طول انتظار و مدي جمالها .. أذكر كافو لاعب خط الوسط أو الدفاع لم أعد أذكر الذي كان لديه وجه صارم و أداء مهاري جاد .. أذكر كذلك مباراة فرنسا و البرازيل في نهائي كأس العالم 98 فيما أظن .. و بتسديدة فرنسية قتلت تتويج البرازيل بطلة و كم عانيت شخصيا من خسارتهم
فريق البرازيل أيضا أكثر من حفنة لاعبين فنانين .. انهم سجل حافل بالانجازات البطولية .. لقد احتكرت البرازيل كرة القدم كبطلة و كلاعبين مهرة و كلعبة شعبية .. أكثر الفرق حيازة للكأس .. و لاعبيهم منتشرين في شتي فرق الدوري اللامعة .. و كنت قد بدأت أتابعهم بدقة منذ الكأس قبل الماضية .. الكأس قبل الماضية فازوا على ألمانيا و توجوا أبطالا للعالم .. ثم في الكأس الماضية هزموا و لم يصلوا للنهائي و لكنهم طيلة البطولة كانوا دوما فائزين و في آخر مباراة خرجوا منها هزموا بالظبط عشرة دقائق .. و بالمناسبة في هذه الكأس هزموا و لم يصلوا للنهائي و مدة هزيمتهم عشرين دقيقة فقط
فريق البرازيل رغم امكاناته الجبارة .. لا يهدف الي الفوز بأهداف كثيرة .. غير مهتم باذلال الفريق المنافس .. هو فريق أراه تقيل .. ينزل فيرقص .. وعندما تحين اللحظة المناسبة يحرز هدف واحد و لا يحرز غيره الا اذا تم استفزازه بهدف من الفريق المنافس
خرجت البرازيل من الكأس .. سوف أفتقد هذا الحدث المتلألئ و فرحتي الغامرة عندما يحرزوا هدف بمهارة العازفين .. و فرحتي الأشد عندما يحملوا الكأس .. كأس العالم الآن لن يعد له طعم بالنسبة لي .. أعتقد أني سوف أفكر جديا في متابعة كأس أمريكا الجنوبية لأعوض شغفي بأداء هذا الفريق المميز المتألق دائما .. انهم حتي لو طردوا من هذا الكأس سيظلون الفريق الوحيد في العالم الذي فاز بالكأس خمس مرات و هو انجاز لم يصل اليه أي فريق على وجه الأرض .. تحياتي و اجلالي و احترامي الي فريق البرازيل و مدربه و قائده دونجا المختلف
*
اللهم يسر
و لا تعسر