news general topic

Saturday, March 12, 2011

عن ثورة 25 يناير


لقد قرر الرئيس محمد حسني مبارك التخلي عن منصبه

*

و أخييييييييييييييييييييييييييييييرا

*

مشاعر عديدة انتابتني بداية من الشك و الاستهزاء حتي الحرية و النصر .. ما بين 25 يناير و ما قبلها حتي 11 فبراير و ما نعاصره عبارة عن أحداث لو كنت مررت بها في كتاب .. لكنت ضحكت و قهقهت .. و لخلدت للنوم يومها أتساءل لماذا لا يقوم المصريون بتحقيق هذا الخيال الجامح

الا أن هذه الأحداث فاقت الخيال الجامح .. بل أجازف و أعتقد أن بادئي هذه الثورة العظيمة نفسها لم يتخيلوا أن ثمارها ستحقق و تجني أمام أعينهم .. أما بالنسبة لي .. فأومن بأن الفضل كل الفضل يرجع الي مجموعة من الشباب المجهول حتي الآن الذين قادوا هذه الثورة و حركوها و فتحوا بابا لمصر جميعا و دخلنا نحن من وراءهم .. كما أنني بدأت أكتب مرثية للمأسويات التي شاهدتها قبل يوم التنحي و عايشتها حزنا و ألما على ما وصلنا اليه من تخويف للآمنين .. أما الآن و بعد أثمن مكسب كان من الممكن تحقيقه ألا و هو رحيل مبارك .. أستطيع أن أركن الي الكرسي و البلوج لأدون رأيي في كل ما حدث و يحدث و سوف يحدث .. و أقسم رؤيتي الي خمسة مراحل أتلوها في التدوينة الحالية

*

بداية .. وقبل أي فرحة أبديها و أخطها .. أكتب الفاتحة لكل من وافته المنية في هذه الأيام السابقة

أعوذ بالله من السيطان الرجيم

بسم الله الرحمن الرحيم

الحمد لله رب العالمين

الرحمن الرحيم

مالك يوم الدين

اياك نعبد و اياك نستعين

اهدنا الصراط المستقيم

صراط الذين أنعمت عليهم غير المغضوب عليهم و لا الضالين

آمين

عزائي الي كل أهاليهم

كما أني أقدر حزن و ألم بل و نقمة البعض على هذه الثورة .. لأنهم تضرروا على مستوي شخصي .. منهم من فقد عمله .. و منهم من قل راتبه .. و منهم من تعرض لكل ما هو سلبي و مباشر على مصلحته الشخصية المباشرة .. أقدر مشاعركم

*

المرحلة الأولي: الغليان و الاحتقان
لعقود و سنوات و أسابيع و أيام و الشباب يموروا بداخلهم بغليان صامت .. محاولة تلو الاخري للتحريك .. محاولة تلو الاخري للاحتجاج .. تنظيم وراء تنظيم للاعتراض .. للرفض .. اعتصام .. اضراب .. مظاهرة .. اختلفت طرق التعبير عن الغليان و الاحتقان و النتيجة كانت واحدة .. التفريق الجبري بالقوة .. و عودة الامور الي عهدها .. ان لم يكن لأسوأ .. صارت هذه البلد مش بلدنا .. و صدرت بعض الافلام التي تناولت الامر بسخرية أشهرهم عايز حقي لهاني رمزي و رامي الاعتصامي أحمد عيد .. أما أن يتخيل أحد ان ما كان سيكون .. فأمر خيالي .. اذ كان من الشائع أجواء تحذر من الاساءة الي شخص الرئيس من قريب او بعيد .. و الرضاء بوجوده الي الأبد و ابنه .. و ساد التذمر الشديد من الفساد الاداري المروع الذي استشري في كل شبر في البلاد .. و لكن ما الحيلة .. و هبط علينا اختراع الامريكان الفيس بوك ليشير الي ان الالاف من المصريين يفتشون عن متنفس للتعبير عن أنفسهم المدفونة تحت ركام الكبت و القهر .. صور من الغليان بانت على منشئي الجروبس .. و أشكال من الاحتقان تشكلت كلما حدث حادث انتهاك من الداخلية للمواطنين الابرياء .. او بعض من أهل "انت ما تعرفش انا ابن مين" للبسطاء .. او بعض رجال الاعمال الذين كادوا يحتكروا مصائرنا .. او بعض السياسيين الأبديين الذين استولوا على مقاعد و لم نكن نجرأ على تخيل أنهم راحلون عن المقعد .. او مبادرات التعذيب في الاقسام للضعاف .. او الاعتقالات العشوائية و السجون المكتظة بسجناء الرأي و كل من يخالف هوي الحزب الوطني .. او الفوز الساحق لكل من يفهم اللعبة صح في انتخابات .. او تصدير أهم مادة خام لأسوأ كيان دولي عرفته التاريخ .. او انعدام العدالة الاجتماعية .. او سقوط جموع من الشعب تحت خط الفقر .. او عطش سكان يعيشون في بلد فيه نهر النيل .. او جوع أناس يعيشون بجوار ارض زراعية .. او تعري البعض لاتباع سياسات القطن الامريكي .. او التردد قبل كل قرار انتظارا لرضاء كل البلاد .. كنا مهانين و أتباع و منهوبين و مستغفلين بحق .. و تم استئصال العزيمة منا بأسلوب حكومات مبارك المتعاقبة "القرص من لقمة العيش" .. هذه السياسة التي كبلت كل المصريين .. فمن المعروف أنه من حاول التعبير عن رأيه .. فلن يعود الي دياره و وراء الشمس منتهاه و سوف يضيع كل من يعول .. فاتجهت غريزة الناس الي الاستكانة و الامن بعدا عن الجوع و التشرد .. و مع ذلك ظل الاحتقان و الغليان فيروسان يتناميان ببطء داجل الجميع

*

المرحلة الثانية: الغضب و الانتفاضة
اول ما سمعت عن الثورة العظيمة كان من شاب يصغرني بعدة أعوام ( انا في الخامسة و العشرين من عمري) قال بمنتهي التلقائية "جي الجمعة ثورة" و كان في عينيه بريق لامع يتنبأ بكل ما حدث الا اني رفضت تصديقه .. انا اقر و اعترف انني منذ بداية كل ما يحدث حتي جمعة التنحي لم أتوقع ابدا ان يحل عن سمانا مبارك .. الا انه يوم الجمعة حدث الحدث الجلل العظيم .. لقد تضافرت الظروف كلها لصالحنا .. فمنذ أيام ثارت تونس على نظامها (و اشعر بغير شديدة من تونس لأنها صاحبة المبادرة و ليس مصر) و أسقطته و لم أخذنا وقتا لنستوعب ما فعلوه .. هل فعلا ممكن نتحرك لنسقط نظام .. و النكتة الأشهر وقتها عكست كل هذا .. تونس اختارت حريتها و مصر اختارت شيبسي بالجمبري .. الا ان الغاضبون و المحتقنون ساروا بعزيمة لم تثبطها رخاوة أمثالي في التصديق .. و سمعنا و لأول مرة منذ أن ولدنا عن ثورة شعبية .. و هياج عام لشباب .. و مطالب بالتغيير .. الكلمة البعبع .. التغيير .. الكلمة غير المباشرة للرحيل .. سمعنا عن ميدان التحرير الذي تحول الي ميدان عراك شديد الضراوة .. نتابع من سقطوا و فروا .. تحولت مصر الي زعقة واحدة تعلن عن سخطها و غضبها .. الفضل كل الفضل لمجموعة الشباب الابطال الذين فتحوا لنا باب و دخلنا جميعا من وراءهم .. باب تحديد المصير .. و توالت الايام و ميدات التحرير تنصب فيه الخيم و يزداد زواره و مريديه .. حتي تحول الي مزار .. و ملء بالثوار .. و ارتفعت النداءات و انتشرت الميكروفونات و علا الصياح .. و شارك الجميع .. من أقل فئة الي أعلي فئة .. و نبت داخل الناس احساس جديد بأن البلد اللي مش بتاعتنا عايزينها ترجع لنا .. و ساد الغموض .. و طلع علينا مبارك بمجموعة من الخطابات المستفزة الحارقة للدم المسيلة لدموع الحسرة .. و ذات يوم أعلن عن تغيير الحكومة .. ذهلت و صعقت .. هل لأننا تجمعنا فعلا نحن حققنا نصرا ولو بسيطا .. اذا لنبقي حتي يرحل هو و اتباعه .. لقد شعر المصري بأن له ابن تلاتة لزمة .. و استمر الشعب العظيم في ثورته حتي قدم للعالم مثل حي في الثورة النظيفة .. و قد كان لي الشرف أن أكون عدد يزيد من أعداد المتجمعين في التحرير يوم جمعة التنحي لأري بعيني حضارية المصري و أخلاقه الرفيعة و أصله العظيم و تطوعه المتواضع و ابداعه المضحك و تصرفاته المشرفة

*

المرحلة الثالثة: الترويع و التكاتف
فيما بعد فهمت ان حملة الترويع كانت مخططة و اسمها ترويع الغلبية الصامتة .. و هي عبارة عن الافراج المقصود عن كل العناصر الخطرة لتهدد الفئة الصامتة التي عندما تشاهد الثوار ستنضم لهم .. و لكنها كانت مرحلة انسانية عظيمة عظيمة عظيمة .. لا توجد كلمات توصف هذه الايام .. عندما نزلنا الي الشوارع لنحمي أعراضنا و أهلونا و ذوينا .. كانت ايام شرف .. كل الجيران اتحدوا و نظموا انفسهم ليحموا منطقتهم .. تكاتف لا تراه يحدث الا في الافلام الحالمة .. حدث و بمنتهي الجمال .. كل من كان متغيب عن مصر في هذا الوقت و لم يشهد هذه الايام .. أقول له فاتك بجد نص عمرك .. عندما يمر بك الجيش بدبابته الكبيرة و يحييك انت المواطن الضعيف الذي يخيفك سيرة السلاح و يخاطبك بقوة و يأمرك بأن تشاركه في السيطرة و الحفاظ على الامن و الممتلكات .. كانت لحظات جميلة .. أنت الكمين .. أنت من تفتش عن الرخص و البطاقات الشخصية .. انت صاحب الأمر و النهي فيمن يسير و من يقف و من تسلمه للجيش .. انه رباط أتمني أن نحصل جميعا على ثوابه عند الله

*

المرحلة الرابعة: التنحي المعلن و الرسمي
أقول المعلن لأنه في اعتقادي تنحي قبل أن يعلن .. عندما انعقد المجلس العسكري و لم يشارك فيه و هو القائد الأعلي للقوات المسلحة .. و عندما أعلن التنحي عمر سليمان و ليس هو

لقد


تنحي


محمد حسني مبارك


الجمعة الحادي عشر من فبراير عام ألفين و احدي عشر


يااااااااااااااااااااه .. راحة نفسية عجييييييييييييبة .. لقد أسقط شعب تجمع في ميدان رئيس رخم .. ان محمد حسني مبارك لا شك بدأ رئيسا جيدا .. أنور السادات مش أهبل .. لقد اختاره لكفائته و تفانيه في العمل .. و الحق يقال لقد تسلم الرئيس البلد في حالة من المقاطعة الرسمية مع جميع الدول العربية .. و تسلمها بعد حرب اكتوبر بلا بنية تحتية .. هو الذي قاد الصلح مع الدول العربية و هو الذي أنشأ البنية التحتية .. لذلك حزن الجيل الكبير لرحيله لأنه شهد انجازات هذا الرجل .. أما نحن .. فشهدناه يتحكم في المصائر و يعتقل من يخالفه الرأي و بنهب البلد و يتصرف على كيف كيفه و كأن البلد عزبة أبوه و اللي جابوه .. لقد زهقنا و تعبنا و صارت أكبر احلامنا رؤية اي واحد جربان ماسك مصر غيره


و أقول أنه تنحي رسمي لأن لدي شكوك حتي الآن أن مازال له صلة بالحكم .. أي بطريقة غير رسمية .. و الله أعلم


*

المرحلة الخامسة: الحكم العسكري لمصر

ان كل معاني النبل و الرقي تمثلت في القوات المسلحة المصرية .. نراهم يحيون الشهداء .. يقيلون الوجوه القديمة .. يتحركون بقوة لتعديل الدستور .. يحرصون مرارا و تكرارا على انتقال السلمي للسلطة .. نراهم حتي ينظمون المرور .. يأمنون المناطق التي تشوبها الفتن الصارخة فورا .. نحن نري القوا ت المسلحة كفرسان بلادنا .. رغم تعجبي الشديد من هذه المواقف النبيلة الا ان كل التحية و الاعزاز لهم .. و يشتكي البعض من أننا تحت حكم عسكري .. اذ يقابل المشير طنطاوي و يلتقي بالرؤساء الاجانب و يستقبلهم بنفسه .. و يقلق الجيل الكبير من هذا الحكم العسكري لأنهم ذاقوا من مرارة مساوئهم أيام انتفاضة الجيش و انقلابه على الحكم ايام عبد الناصر .. الا انني متفائل رغم حذري .. و أدعي أننا تحت حكم عسكري شيك .. طنطاوي رئيسنا و حظر التجوال مازال مفروضا و لكن بلا همجية و غطرسة "احنا اللي معانا سلاح " بل هم يتضافرون معنا في اهدافنا .. و يكفينا اطمئنانا كلامهم في البرامج و خطواتهم الجادة العملية


*
المرحلة السادسة و ما بعدها

اعتدت ان اكتب عن اي حدث سياسي في مصر بعد ان ينتهي و بعد ان اقرأ التحليلات و أفهم رأي العوام أمثالي .. الا ان هذه الحالة غير .. هذه الثورة لم تنتهي .. و لن تنتهي .. انها مصر جديدة .. لقد صنعنا بأيدينا تاريخ سوف يدرسه الدارسون في المدارس و الجامعات و شتي بقاع العالم .. اننا محظوظون .. لقد انتابني شعور قوي بأني مساهم في هذا البلد .. و أحمل من مسئوليته بمقادري الشخصي .. و أن مصر ستتشكل أخيرا حسب صوتى و صوت الآخرون .. ان القصة لم تننتهي .. و لكنها تبدأ .. من رئيس مصر القادم .. ما سياسة مصر القادمة تجاه اسرائيل .. لا أدري .. لا أستطيع أن أتنبأ .. و لكني سأشاهد و أصنع الاجابات .. و هذا يكفيني و يغنيني عن كتاية الآت


تحيا مصر


:)

Popular Posts

adf.ly

trafficrevenue

amung.us