نعم هو كاتب .. نعم هو مؤلف مسلسلات .. نعم هو مبدع .. نعم هو مؤلف سينمائي .. نعم هو انسان طيب .. و لكنه بالنسبة لي أكثر من كل هذا .. أسامة أنور عكاشة بالنسبة لي صاحب أروع عمل تلفزيوني في التاريخ القديم و الحديث .. ألا وهو مسلسل زيزينيا .. و هذا يكفي بل ويفيض
انا مشاهد من الصعب ارضائي .. انا كده .. أستتفه الكثير من الأعمال التلفزيونية .. لا أقتنع بالقصة .. أشعر بالمبالغة في الأحداث .. لا أشعر بأداء الممثلون كما ينبغي .. أقدر الأسماء المشاركة في العمل من نجم المسلسل حتي فنيي الاضاءة .. الي جانب ان لي ذاكرة ضعيفة .. بعد ان ينتهي مسلسل لا أعود أذكر أحداثه أو قصته أو حواراته .. أما زيزينيا .. هو أروع مسلسل على مر التاريخ .. لا ينافسه في رأيي الا لن أعيش في جلباب أبي
الرجل أبدع مجموعة من الشخصيات الجميلة و القصص الانسانية المؤثرة و اختار ساحة الاحداث لتكون الاسكندرية .. وهي المرتبطة في ذاكرتي بالراحة .. المسلسل بطولة يحيي الفخراني في دوره البارع بشر عامر عبدالظاهر .. الجملة التي يقولها في البداية .. لا أمل أبدا من سماعها .. و أدي فيه دور بالغ الجمال .. القصة تدور حول الايطاليين و اليونانيين و المصريين و الانجليز المحتلين .. الكلام قليل على الاشادة بهذا المسلسل .. و لكني أتذكر دائما هذا المسلسل بالبهجة و السرور .. و كلما وقعت يدي عليه تسمرت أمامه لأشاهد كل شئ .. الأداء التمثيلي .. الديكور .. الملابس .. الموسيقي .. الاحداث .. انه مسلسل ملئ بالجمال .. بشر عامر عبد الظاهر .. محور المسلسل ذو الام الايطالية و الام المصرية و الاخوة المصريين .. حمدي غيث في دور عامر عبد الظاهر .. الاب الذي يحوي الحياة بين ضلوعه .. الطوبجي .. المناضل الصامت المؤثر المخلص .. عايدة .. التي تحب الرجال بلا هدف .. و التي أدت آثار الحكيم أكثر أدوارها اقناعا فيه و أتت للأسف هالة صدقي أقل اقناعا منها .. جميل راتب الذي لعب دور جيوفاني عميد الطلاينة .. بسمته المميز و أداءه المقنع .. فرانشي او ماجدة الخطيب الامرأة اللعوب .. ثم تأتي الادوار شديدة التميز .. كدور أحمد بدير .. لم أراه يلعب هذا الدور من قبل .. الشيخ عبد الفتاح الضرغامي .. أداء فني عالي جدا و مقنع من رجل لم أعتده هكذا أبدا .. او قصة الحب العاصفة بين رفاعي و بياضة او نبيل الحلفاوي و لوسي .. يااااااااه .. مسلسل بحق آية في الروعة
بل و تحالفت كل الظروف لجعله آية في الروعة .. التتر أغنية الفنان محمد الحلو و كلمات الشاعر المخضرم أحمد فؤاد نجم و تلحين العملاق عمار الشريعي .. و المسلسل جزءه الاول حمل عنوان الولي و الخواجة و الجزء الثاني حمل عنوان الليل و الفنار و كنا في انتظار الجزء الثالث الذي لم يظهر و للأسف لن يكتب له الظهور .. لأن صاحبه لن يظهر بين أيدي الدنيا مجددا .. رحمك الله .. و متعك كما أمتعت الملايين من مختلف الاعمار
و عمار يا اسكندرية
يا جميلة يا مارية
وعد و مكتوب عليا
و مسطر على الجبين
لاشرب من الحب حبه
و انزل بحر المحبة
و اسكن حضن الاحبة
و الناس الطيبين
كان مسلسل جميل و عذب و كان مبدع أصيل رحل عنا .. و كعادتنا دائما .. لا نذكر العظماء بالخير الا بعد رحيلهم .. كم منهم رحل .. الكثير .. قبله و منذ فترة قصيرة رحل الطيب صالح و نجيب محفوظ و غيرهم .. عزاءي الوحيد أنني دائما دائما عندما تذكر المسلسلات دائما لابد أن أشيد و أثني على هذا المسلسل الجبار .. لم أشأ ان انتظر رحيله حتي أشيد به .. هكذا يعامل العظماء .. الاشادة بهم و هم أحياء و حسن ذكرهم و الدعاء لهم عند الموت .. رحمك الله
*
اللهم احسن الختام